أوكسفام: 500 مليون دولار خسائر الفلبين بسبب إعصار «راي»
أوكسفام: 500 مليون دولار خسائر الفلبين بسبب إعصار «راي»
تكافح الفلبين للتعافي من إعصار "راي" الذي ضرب البلاد الشهر الماضي، وتسبب في خسائر بأكثر من نصف مليار دولار، وكان قطاع الزراعة (المحاصيل الزراعية والأراضي الزراعية) الأكثر تضررا بواقع 11.1 مليار بيزو فلبيني (215 مليون دولار)، وفقا لبيانات منظمة "أوكسفام" الدولية.
ووفقا لبيان نشرته "أوكسفام" على موقعها الرسمي، اليوم الاثنين، فٌقد أكثر من 420 ألف هكتار من الأراضي بسبب الفيضانات والعواصف، ودمر ما يصل إلى 925 ألف منزل، تم القضاء على المحاصيل الأساسية مثل الأرز وجوز الهند وقصب السكر في بعض مناطق البلاد.
يأتي ذلك بجانب أضرار أخرى بقيمة 17.5 مليار بيزو (330 مليون دولار) للمنازل والطرق والكهرباء وخطوط المياه، كما خسرت صناعة مصايد الأسماك في الفلبين أكثر من ثلاثة مليارات بيزو فلبيني (58 مليون دولار) من قوارب الصيد والمعدات والمخزون.
وقال المدير القطري لمنظمة أوكسفام بالفلبين، لوت فيليزكو: "أفاد موظفونا بالعثور على أشخاص يتسولون للحصول على بقايا الطعام في بونتوك، وبادر بورغوس، وتوماس أوبوس، وماليتبوج، وهي البلدات الأكثر تضررًا في جنوب ليتي".
وأضاف فيليزكو: "بينما يبدأ باقي العالم عامًا جديدًا مليئًا بالأمل، يكافح ما يقرب من 7 ملايين شخص من أجل التكيف مع منازلهم التي دمرت وتلاشت مداخيلهم الرئيسية.
وذكرت "أوكسفام" أنه تم تسوية محاصيل ما يقرب من 390 ألف مزارع وصيد الأسماك بالأرض، وتحطمت قوارب الصيد، وقُتلت أو فقدت الماشية، قال فيليزكو: "لقد تركوا بلا شيء" في صورة تعكس مدى التدمير الذي وقع".
ونقلت المنظمة عن صياد أسماك من قرية ماليتبوج الواقعة في جنوب ليتي، بترونيلو بوهول، والذي تعرض بالفعل لعاصفتين أخريين قبل راي: "نحن نعيش هنا لأن مصدر رزقنا الوحيد يأتي من البحر.. أخرجنا جميع القوارب من أجل الأمان، لكن الأمواج استمرت في الوصول إليها ووصلت إلى الطرق.. كان إعصار راي أكبر وأقوى من سابقيه".
وقال عامل اللحام من قرية ماليتبوج رامون كاباروبياس، لمنظمة أوكسفام: "أثناء العاصفة احتشدنا في الملاجئ معتقدين أنها ستكون نهايتنا، في اليوم التالي، خرجنا إلى لا شيء.. لقد ضاعت أدواتي الميكانيكية.. حتى قاربي اختفى".
وكان إعصار راي هو الأخير -والأقوى إلى حد بعيد- من بين خمسة عشر إعصارًا يضرب الفلبين في عام 2021.
وانتقدت منظمة "أوكسفام" بشدة محادثات المناخ الأخيرة COP26 لإظهار "التجاهل المروع" للخطة المالية اللازمة لتعويض البلدان، مثل الفلبين، عن الخسائر والأضرار.
وحثت الدول الغنية الملوثة على الوفاء بوعودها ليس فقط بخفض انبعاثات الكربون لتجنب ارتفاع كارثي في درجة الحرارة العالمية فوق 1.5 درجة مئوية، ولكن أيضًا للتمويل من أجل التخفيف والتكيف، وتعويض الخسارة والأضرار للبلدان الفقيرة.
وأشارت المنظمة إلى أن الأحداث المناخية القاسية التي يغذيها المناخ، والتي تفاقمت بسبب التداعيات الاقتصادية الناجمة عن COVID-19، دفعت ملايين الأشخاص المعرضين للخطر في الفلبين إلى شفا الجوع والفقر.
وفي عام 2021، كان أكثر من 26 مليون شخص -ما يقرب من ربع السكان- يعيشون بالفعل تحت خط الفقر، حيث تكسب العائلات المكونة من خمسة أفراد أقل من 12082 بيزو فليبيني في الشهر (230 دولارًا في الشهر).
وأظهر مسح حديث في عام 2021 أن 2.5 مليون فلبيني عانوا من الجوع اللاإرادي مرة واحدة على الأقل في الأشهر الثلاثة (يوليو- سبتمبر 2021).
في الفلبين الآن -حيث يكافح السكان المحليون لتنظيف واستعادة منازلهم وسبل عيشهم- هناك حاجة ماسة للتمويل الإنساني لتوفير الغذاء والماء المنقذين للحياة، ولمساعدة الناس على إعادة بناء منازلهم ومحاصيلهم وأعمالهم.
تدعو منظمة أوكسفام بشكل عاجل إلى دفع 4 ملايين يورو للمساعدة في دعم جزء من الاستجابة الإنسانية الجماعية في البلاد.
وتسبب إعصار راي بالفعل في مقتل أكثر من 400 شخص، وتدمير ما يقرب من 830 ألف منزل، وتشريد أكثر من نصف مليون شخص من منازلهم، وترك 6.8 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.